
الجيش المصري والسياسة... حلل وناقش
لعل المتتبع لمجريات الأحداث في مصر العربية الشقيقة، سيفطن لفكرة مركزية هي أن مصر تسير إلى الهاوية نحو حرب أهلية دموية، ولن ينعدل حالها ما دام حكم الجيش موجودا. والسبب في ذلك هو المكانة التي حظي بها الجيش المصري على مر الزمن والعصور، انطلاقا من ثورة يوليو 1952 حيث لم يكن الجيش مجرد وسيلة للدفاع عن الوطن وحفظ السلم والأمان بل تجاوز ذلك إلى المشاركة السياسية، حتى أن جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على الحكم في مصر، كانوا منتمين للمؤسسة العسكرية. فكيف سيتقبلون رئيسا لا يمت أي صلة بالجانب العسكري ؟ وهو الشيء الذي شكل عقدة في نسفهم لن تنفك حتى يعيدوا صناعة أمجادهم.
فرغم إقرار العديد من المناصرين للمؤسسة العسكرية المصرية وللسيسي، بأن الجيش هو الضامن الوحيد للديمقراطية والأمان والاستقرار، إلا أن ما خفي كان أعظم. فالتاريخ بتفاصيله وحيثياته يؤكد بمرارة أن حكم الجيش لا يتوافق مع الديمقراطية، وذلك يعود لآلياته...