| الصحافة المكتوبة: حدود الاستقلالية وتحديات المنافسة |


الصحافة المكتوبة: حدود الاستقلالية وتحديات المنافسة

محمد حفيظ: "التجربة الصحافية التي شهدها المغرب منذ منتصف التسعينيات لم تنجح في إرساء الاستقلالية"

         نظمت جامعة السلطان مولاي سليمان وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال زوال يوم الجمعة 3 ماي 2013 بمدرج الكلية، جلسة في موضوع "الصحافة المكتوبة: حدود الاستقلالية وتحديات المنافسة"، بمشاركة مجموعة من الفاعلين والباحثين، وذلك ضمن فعاليات ندوتها الوطنية "الممارسة الصحافية بالمغرب: المهنية والوظائف" التي نظمت تخليدا لليوم العالمي للصحافة.
        اعتبر محمد الحجام، مدير نشر أسبوعية ملفات تادلة، في مشاركته التي اعتمدت المقاربة الكرونولوجية، أن المعلومة قد ارتبط "توزيعها ونشرها ارتباطا وطيدا مع طبيعة الأنظمة السياسية والمجتمعات المدنية لتلك الأنظمة، فقد كانا يتنازعان، فالأنظمة تسعى لإضعاف المجتمعات المدنية بإنتاج وإعادة إنتاج النمطية والصورة للمعلومة..." فالمجتمعات البشرية تسعى دائما أن تكون أقوى لأن تجعل تلك الأنظمة في خدمتها، بينما والحال أن الأنظمة تسعى أن تكون هذه المجتمعات في خدمتها.
         وأضاف مستطردا، بأن هناك تحول موضوعي ، فهناك جيل جديد من الإعلاميين يمتاز بالجرأة والذكاء، هناك ظرف جديد لم تعد للسلطة القدرة على التحكم ومصادرة المعلومة، فـ "سيطرة المخزن" هو عنوان المرحلة ولكن سياسيا اضطرار إصلاحات سياسية.
          اعتبر محمد حفيظ، المنسق البداغوجي لمسلك الصحافة المكتوبة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، في مداخلته عن الاستقلالية والتحرير، أن الاستقلالية قاعدة مهنية أساسية للعمل الصحافي ومبدأ أخلاقي، فعندما نقول صحافة مستقلة نلجأ إلى ذلك فقط للدلالة أن الأمر يتعلق بصحافة غير حزبية أو إعلام غير حكومي ولا يعني ذلك أن الصحافة تمارس عملها بكل استقلالية...
        وأكد في سياق مشاركته، أنه من الصعب الجزم أن هذه المنابر التي تعلن أنها مستقلة تمارس هذا العمل في استقلالية في معالجة الموضوع الصحافي واستقلالية الصحافي وهو يمارس عمله الصحافي أثناء جمع المعلومات أو تحريرها أو نشرها... فهناك صحف ومنابر تعلن أنها مستقلة ولكن من طريقة معالجتها لبعض القضايا تكشف من جهة تبعيتها لجهات حزبية أو حكومية أو مالية ومن جهة أخرى تكشف عدم إعمال الاستقلال كقاعدة مهنية وكمبدأ أخلاقي...
        واستطرد قائلا، "الاستقلالية من التحديات المهنية المطروحة على الإعلام المغربي التي تواجه مختلف أصناف الإعلام، فهذه التجربة الصحافية التي شهدها المغرب منذ منتصف التسعينيات لم تنجح في إرساء الاستقلالية..."
        وأضاف في معرض حديثه، أننا عندما نقول الإعلام العمومي، نضطر إلى أن نقول بين قوسين، صحيح أنه عمومي من حيث التمويل، لكن من حيث الخدمة تواجهها الأسئلة من حيث نوع الخدمة المقدمة كما هي متعارف عليها في الدول المتقدمة الديمقراطية، والمقترح أن نسميه بالإعلام السلطوي، تلك السلطة التي تحكم المغرب والتي قد تظهر أحيانا في مؤسسات وأحيانا أخرى في بعض الهيئات أو في بعض الأشخاص...

0 comments :

إرسال تعليق