| الترجمة نقل للهوية و إحياء للنص |




الترجمة نقل للهوية و إحياء للنص

ندوة : " الترجمة و سفر النص "




∆ يــوســف لــعــجـان

          نظمت وزارة الثقافة في إطار البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر و الكتاب بمدينة الدار البيضاء، ندوة حول " الترجمة و سفر النص " بمشاركة مجموعة من الأسماء المعروفة و البارزة، حسن بحراوي و غونزالو فرنانديز باريا و محمد صالحي، و الذين تحدثوا عن الترجمة كمفتاح للتواصل الإنساني في العالم و أداة فعالة لسفر المعرفة و الأفكار و الإبداع و إحياء النص داخل اللغة أخرى.
       فقد أكد حسن بحراوي، بأن الترجمة دائما و أبدا هي سفر و انتقال من لغة إلى لغة أخرى، من ثقافة إلى ثقافة أخرى، فهي لا تنتقل من الفراغ و لا بالفراغ نفسه بل تتنقل بكل تراثنا و ووجودنا الخاص أي كهويات تنقل مجازيا بين اللغات و الفترات الزمنية ، لهذا فنحن نحتاج دائما للترجمة، ليس للتواصل كما قيل لنا - دائما – بل هي للتفاعل فيما بيننا.
      و للتأكيد على سفر النص، جالَ بحراوي في مداخلته بين جملة من المعاجم و من بينها "لسان العرب" لابن منظور و الذي أورد أن معنى تترجم الكلام أي تنقله، فالترجمة نقل ملفوظ من لغة إلى لغة أخرى مع مراعاة المعادلة الدلالية و التعبيرية للملفوظين... فـتقتضي بنا أن نقود نصا معطى إلى مجال لغة أخرى غير تلك التي كتب بها، كما لو أن هذا النص فقد وجوده في لغته و يمد يد المساعدة ليعيش حياة أخرى داخل لغة أخرى، و الناقد هو الذي ينشئ جسر النجاة محاولا الحفاظ على حمولة النص لكن للأسف ففي الترجمة يحصل دائما تضييع ضروري. ففي كل سفر أو انتقال للنص يكون هناك احتمال التعرض للضرر أو الموت بالنسبة للنص المترجم و في الآن نفسه يمكن للمترجم أن يحي النص.
      و في نفس السياق، استدل بقولة لأحد الشعراء الروسيين "المترجم هو جواد عربة مسافرين يستبدل عند كل محطة" و هي مقولة تحيل على المعاناة التي يعانيها المترجم في حركته... و لعل النص الذي يسافر من ثقافة إلى أخرى و يصل سليما فذلك دليل على قوة الترجمة الجيدة، في حين أن الترجمة السيئة – كما ذكرها جورج تاينر – هي التي تقف في منتصف المسافة قبل أن تصل بالنص المترجم إلى النقطة.
    و في نفس السياق، ذهب " غونزالو فرنانديز باريا " في حديثه عن الترجمة إلى لغة الأرقام، مستعرضا جملة من الإحصائيات الخاصة بالكتب المترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية و التي اعتبرها قليلة نتيجة التوتر القائم بين هذين الطرفين، مشيرا بذلك لأول الكتب المترجمة إلى الإسبانية من بينها الخبز الحافي لمحمد شكري سنة 1982م و أول عمل أدبي مكتوب بالفرنسية للطاهر بن جلون في سنة 1987.
    و أضاف قائلا، بأن باستثناء مجموعة من الأسماء البارزة، فإن الكتب المترجمة قليلة جدا، حيث أن الترجمة فيما يبدوا لازالت مقتصرة على الجانب الإسباني.
     وبلغة الأرقام كذلك، كانت مشاركة محمد صالحي حيث تحدث بتفصيل عن مظاهر الاستعراب الإسباني في القرن العشرين و نقلهم للكتب من العربية إلى الإسبانية، فرغم أن المترجمين الإسبان اقتصروا على مؤلفات محددة من بينها كتاب الأيام للجاحظ، فقد عرف مجال الترجمة توسعا حيث تمكن القارئ الإسباني المهتم بالأدب العربي من التعرف على مجموعة من المؤلفات.
       و أكد كذلك، بأن الأجناس التي حظيت بالاهتمام في الترجمة عن غيرها هي كالآتي : الشعر في المرتبة الأولى و القصة في المرتبة الثانية ثم المسرح في المرتبة الثالثة. فالشعر الحر هو الأكثر اهتماما عكس قرينه العمودي نظرا للصعوبات التي يطرحها، و من بين الذين ترجمت أعمالهم " نجيب محفوظ و عبد الوهاب البياتي ثم نزار قباني...".


0 comments :

إرسال تعليق