احتفالية " بوجلود " كثقافة شعبية




تقديم :
تتعدد فروع و ألوان الاحتفالات بارتباطها الدقيق بقيمتها التاريخية و الجمالية في إطار الثقافة الشعبية و هي دين و دنيا فيها ما هو مقبول و اللامقبول و المعقول و اللامعقول ... أي أنها تتنوع و تتعدد بحسب كل منطقة و تقاليدها و عاداتها ... مما يزيد الثقافة الشعبية تنوعا جماليا و رونقا يحظى باهتمام المجتمع و خاصة الاحتفالات الشعبية لما تحتويه في طياتها من نشاط و حركة دائمة ... و هدا ما سنتعرف عليه من خلال ثلاث نماذج اخترناها و هي تحمل في جوانبها ما هو مستنكر و ما هو محبوب ما هو مقبول و ما هو غير مقبول ...
النموذج الأول : هو " بوجلود " كظاهرة مغربية غريبة و عادة أقلية من المجتمع مغربي و التي سنرى إن كانت أحق أن تعرف و تنشر عنبر احتفالها بكل أرجاء البلاد أم لا ؟
إشارة : فبجلود هدا لم يذكر أو يكتب عنه من قبل في أي جريدة أو ما شابه لدى فما استعنت به من مراجع فيه كانت عبارة عن كلام و أقوال لساكنة تحتضنه و منتديات انتبهت له ...
النموذج الثاني : و هي عادة معروفة مشروعة لدى كل مغربي و مغربية على حد السواء و هي عادة استقبال المولود عند الأسر المغاربة رغم أنه احتفال معروف و ليس هناك من جاهل فيه لكن يظل المرء رغم ثقافته جاهلا لبعض الأمور لدى كان له نصيب من حديثنا و دلك راجع لأمور نبهتني لها الأخت بشرى و التي لم يكن لي علم بها أبدا.
النموذج الثالث : و هي أيضا احتفال مغربي معروف لم نعطه حقه من الدرس و التحليل لكن كان لنا حاجة أن نتكلم عليه بموجز بسيط و القليل خير من لا شيء . فنحن لم نبحث في أصله و لكن أردنا كلاما عن مشاعه و معروفه .

ظاهرة " بوجلود " :

تستعد بعض المناطق المغربية لإقامة مهرجان شعبي تخلد فيه عادة تراثية تسمى باسم " بوجلود " أو " بوالبطاين " و دلك احتفالا بعيد الأضحى المبارك . و يمارس هدا الاحتفال من طرف شاب كثيرين في جو احتفالات موسيقية و غنائية و رقصات شعبية برفقة أطفال صغار يتبعونهم ... و هدا الاحتفال قد يدوم لمدة سبعة أيام بدءا من يوم العيد عيد الأضحى المبارك.
ادا فمن هو المشخص لبوجلود ؟ و ما أصل هده العادة ؟
1) أصل " بوجلود "(1) :
فكل عادة يكون لها أصل بطبيعة الحال و لكل احتفال أصل إدا فما هو أصل بوجلود ؟ في هدا التساؤل يكمن الإجابة في حكايتين اثنين :
أولا : " يقول البعض أن أصلها إفريقيا و هي مستوحاة من أساطير قديمة تتحدث عن وحش تتدلى منه الجلود فكان هدا الأخير يزرع الرعب في قلوب الساكنة و خاصة من يقطنون بالبوادي النائية ..."(2)
ثانيا : " و هناك من يرجع أصلها إلى زمن كان فيها اللصوص يرتدون جلود الأكباش و الماعز من أجل سرقة متاع الناس و أموالهم دون أن يتم التعرف عليهم .."(3)
و الحقيقة من الناحية المنطقية لا مجال لتصديق أي من هاتين الحكايتين و دلك لبعدهما الواقعي و العقل لا يمكن أن يرجح أحدهما إلا أن الثانية أقرب بعض الشيء عن غيرها و الله أعلم .


2) من هو المشخص لشخصية بوجلود و ما أجواء احتفاله :


يتم اختار من الذي سيرتدي الجلود و يقلد شخصيته من طرف أهل المنطقة حيث يلف نفسه بالجلود " سبعة منها " حول جسده كله خاصة جلود الماعز ودالك لخفتها و مرونتها " و التي يتم شرائها بأيام قبل العيد ..." فيقوم بطلاء الوجه أو صباغته لكن المعتاد مند القدم هو طلاء الوجه بالفحم الأسود " بعد دقه و خلطه " و دالك من أجل أن يخفي ملامحه و بهدف أن لا يتعرف عليه أحد من الحاضرين و حتى لا يمكن أصدقائهم أو أقربائهم من الفرار منه ... و يحمل بوجلود بيده إما حزاما جلديا أو رجل خروف " رجل الخروف هي أداتهم منذ القدم " و هي أداته في ضرب أصحابه و كل من يعرفهم ...
و أجواء احتفاله ترافق الموسيقى الشعبية و التي يتكلف بها البعض الأخر من الشباب و دلك من خلال استخدامهم أدوات محلية و تقليدية كالطبل أو الدفوف و آلات أخرى ... و على إيقاع هده الموسيقى يقوم بوجلود بتقمص العديد من الشخصيات و غالبا ما تكون مضحكة ... ليملئ بجو من الفرحة و البهجة أطفال و رجال و شباب و نساء ... بعد أن يمضوا نهارهم ينتقلون بتجمعهم إلى ساحة تسمى " تكمي أفلا " حيث تجتمع الفرق الموسيقية على إيقاعات مختلفة تغمرها الحركة و الرقصات ...

3) المناطق التي تشهد هدا الاحتفال(4) :


فمن أبرز المناطق التي تحتضن هده العادة الاحتفالية الشعبية " بوجلود " هناك المدينة الأولى بامتياز مدينة " الدشيرة " المدينة الصغيرة التي تقع بضواحي أكاد ير جنوب البلاد و هي تعرف حضور الآلاف خلال أيام الاحتفال من أنحاء المغرب " العارفين بالأمر فقط و المحبين لجوه " و دلك لمتابعة أحداث الكرنفال و ما يصاحب هدا الاحتفال من طقوس تتميز بالفرحة و المرح ... هناك أيضا مناطق أمازيغية أخرى ... و لا ننسى حتى شمال المغرب يعرف هده الحركة السنوية كمدينة وزان و غيرها ...
فهدا الاحتفال " بوجلود " لقي إقبالا غير مقترن بغيره من طرف الأجانب فداوموا على حضوره و أصبح لهم تواجد دائم في أيامه الاحتفالية ... إلا أن هدا الاحتفال قد نحى مسار أخر غير مساره حيث لقي ممارسات استغلالية للاحتفال كاستغلال شخصيته في الاعتداء على المارة من الناس و طلب المال بالإكراه أو على الأقل يضربون كل من يصادفونه من الناس في الطريق بأرجل أضحية العيد اعتقادا بأن دلك يجلب البركة للمضروب .
و بسبب هده الممارسات الغير مشروعة اشترطت السلطات المعنية على المتقمصين لشخصية " بوجلود " انخراطهم في إطار جمعوي مقابل الترخيص لهم بتنظيمه مثلا بوجلود بمدينة الدشيرة أصبحت هناك جمعيات تسهر على تنظيمه و إلزام بوجلود بالتسجيل ووضع بطاقة تبين هويته .

خلاصة
تتعدد مظاهر الاحتفال بالمغرب و تختلف باختلاف جهاتها و عقليات ساكناتها فكل منطقة لها وجه احتفالي يعبر و يصور الماضي الإنساني فكما تعرفنا بعرضنا هدا إلى ثلاث وجوه من أوجه عديدة سواء نظرنا إليها بنظرة الغرابة أو ما شابه دالك فهي تعبير يحترم و يقدر تقديرا يجعله موروثا عربيا خاصا أو عاما المهم أنه حافظ و مسجل لتاريخ يميز فئة أو جماعة أو مجتمعا بأكمله .

لائحة المراجع و المصادر:

أحمد الطيب العلج : كتاب عادات و تقاليد المغرب – باب عاشوراء .
منتديات جهة سوس ماسة درعه
بوابة قصر السوق
مدونة " www.Yahoo.com "
مدونة " com.www.FaceBook "
مدونة " www.youtube.com "