ندوة وطنية في موضوع "علوم اللغة العربية" في المنظومة التربوية المغربية

 

 


المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة سوس ماسة

ندوة وطنية

"علوم اللغة العربية" في المنظومة التربوية المغربية
نحو تحول من "تعلم علوم اللغة " إلى "اكتساب اللغة"

 

موعد الندوة

 

آخر أجل لتلقي الملخصات

الجمعة 1 يوليوز 2022م.

 

15 أبريل 2022م

 

وَصْلٌ:

وأما من سواهم من أهل المغرب وإفريقية وغيرهم، فأجروا صناعة العربية مجرى العلوم بحثا، وقطعوا النظر عن التفقه في تراكيب كلام العرب، فأصبحت صناعة العربية عندهم كأنها من جملة قوانين المنصة العقلية أو البدل وبعدت عن مناحي اللسان وملكته. وتلك القوانين إنما هي وسائل للتعليم، لكنهم أجروها علوخير ما قصد بها، وأصاروها علما بحتا وتعدوا عن ثمرتها."

ابن خلدون، المقدمة، تحقيق محمد عبد الله الدرویش، مطبعة يعرب، دمشق، 2/ 386 ( بتصرف يسير)

المشكلة والمسوغات:

هكذا شخص ابن خلدون رحمه الله (ت: 808ھ) حال تعلم علوم العربية وتعليمها في قطرنا المغرب؛ وفيما يجاوره من أقطار، منذ ما ينيف على ستة قرون؛ تقرأه وكأنك تقرأ تشخیص خبير تربوي يعيش بيننا اليوم؛ ما أشبه اليوم بالأمس! لا شيء تغير : كانت علوم اللغة غاية فبقيت غاية، غابت معانيها في طيات أشكالها، وذابت أسرارها تحت مبانيها وهياكلها.

والغريب في الأمر هو استمرار جولان هذا التمثل غير السليم في أزمنة رفعت شعارات: الأهداف والكفايات والوظائف والاستراتيجيات؛ والأغرب منه: حدوث ذلك تحت أنظار الفاعلين التربويين الراعين لشأن تعلیم علوم العربية، بل تحت إشرافهم وبمباركة منهم، بالرغم من تواطئهم جميعا على أن تلك العلوم ليست غاية في نفسها، إنما هي وسيلة خادمة للفهوم والمعاني والأسرار، وآلة لتنقية الاستعمالات، وأداة لترقية الأداءات، كما تشهد بذلك الأدبيات التربوية الرسمية والموازية التي دمجتها أقلامهم، والحصائل والتوصيات التي أسفرت عنها ندواتهم ومؤتمراتهم.

تری: ما الذي حدث؟ من طرد علوم العربية من جنة النص: رحِمِها التي سكنتها منذ بدء اللغة؟ من كان السبب في تحريفها عن محراها الطبيعي؟ من حولها من كونها آلة ثاد ثمارها إلى كوفا غاية “راد لنفسها؟ أهي الوراثة فعلت فعلها: فكان خلف كل عصر يأخذ هذا النهج عمن قبله، ثم يسلمه إلى من بعده كما تسلمه؟ دون أن يتساءل جيل من الأجيال المتعاقبة: هل هذا النهج موافق الطبيعة تلك العلوم ومراميها أم مباین لها؟. فأين الخلل؟


1. هل هو في المنهاج التربوي؟ الذي يرسم الاختيارات والتوجهات التربوية العامة للدولة؛ ويشمل المدخلات والمخرجات وآليات التنفيذ، ويحدد مواصفات المتعلمين المنتظرة.

2. أم هو في البرنامج الدراسي؟ الذي يضم معارف متشعبة، ومصطلحات متضخمة، يختلط فيهما المدرسي بالتخصصي، ما يجعلها فوق طاقة المتعلم الاستيعابية.

3. أم هو في الكتاب المدرسي؟ الذي لا يستند في تأليفه إلى نتائج الأبحاث الميدانية الحقيقية، ولا يعاد في شأن هذا التأليف إلى الفاعلين الميدانيين الحقيقين، ألا وهم الأساتيذ الممارسون، الذين خبروا شأن هذا الدرس، وأدركوا حاجات متعلميه الحقيقية.

4. أم هو في طرائق تدريس هذه العلوم؟ وهي قائمة على مراحل نمطية، ومعالجة آلية جافة، تسيطر فيها القواعد والقوانين المجردة، وتميل إلى التلقين والاستظهار، وينصب فيها الاهتمام على الشكل والمبنى، وما يجوز وما لا يجوز .

غير أن أم المعضلات في أمر هذه المنهجية، هي فصلها هذه القواعد عن معانيها فصلا تعسفيا مفسدا للملكة اللغوية؛ فهي تعنى بالمعارف أكثر مما تعني بغايات هذه المعارف؛ لا تعير الاهتمام المفاهيم المصطلحات، ولا لما تحتها من معان وأسرار؛ فكانت النتيجة أن تصور المتعلم هذه العلوم مبني بلا معنى، وجسدا بلا روح. وزاد المشكل عمقا ضاله نصيب التداريب والتطبيقات في المعالجة بهذه المنهجية.

·        أم هو في متعلم هذه العلوم؟ الذي يراها قواعد تجاوزها الزمن، عصية على التعلم، لا تمت بصلة لاهتماماته، ولا تلبي حاجاته، ولذلك نقض منها يده، وأعفى عقله وفكره، وغدا لا يتعامل معها إلا إذا أكره على ذلك إكراها، فيردد حينئذ مصطلحاتها دون أن مقاصدها: فإن أنت نظرت إلى توظيفه تلك العلوم في الأنشطة التحليلية التي يزاولها في القراءة المنهجية؛ وجدته يجريها إجراء جاز لك وصفه بالسطحية والضحالة، إذ لا يعدو ذلك التوظيف كونه مصطلحات جافة مفرغة من مضمونها، يلقي بها كيفما اتفق، معجما وإيقاعا وتصويرأ وأسلوبا؛ وإن أنت نظرت إليها من جهة استثماره لها في أنشطته الإنتاجية (التعبير والإنشاء وشتى صنوف الكتابة) حد تعبيره المهلهل الركيك عن سوء تمثله مفاهيم تلك العلوم، وعن سوء تنزيله لها؛ والحال أن هذه الأنشطة هي المضمار المعد له قصدأ لترويض المفاهيم التي اكتسبها منها؛ والفرص المهيأة له ليقطف فيها ثمارها.

·        أم هو في مدرسها؟ الذي أحيط تدريسه لها بسياج منهجي ضيق يقيد حركته؛ وأصبح يعنى بإكمال دورة الدرس واستيفاء قواعده، أكثر مما يعني بمقاصد هذا الدرس وغاياته التي تحي منه؛ وهي تربية الملكة اللغوية لدى المتعلم، وربما أدى به الأمر إلى أن يطبع مع هذا الخلل المزمن فيصير معتادا لديه .

5. أم هو في جهاز التأطير والتفتيش؟ الذي يعتبر أن مهمته تنتهي عندما توفي الدرس دورته، وتكون وثائق المدرس متوفرة أمامه.

6. أم هو في جهاز التكوين؟ بمختلف مؤسساته، هذا الذي لم يعد يخرج مدرسين أكفاء متمرسين في علوم اللغة العربية؛ لهم القدرة على الفهم والإفهام، والتذوق والتذويق، بسبب ما يحيط به من إكراهات منها ما هو موضوعي ومنها ما هو غير ذلك.

7. أم هو في الفكر العولمي؟ التي أحال المواد العلمية واللغات الأجنبية محلات الصدارة؛ وربط النجاح في الحياة بالتفوق فيهما، وأحل العربية محل الذيل.

8. أم الخلل في فكرة "الآفاق المسدودة"؟ أمام سالكي تخصصات اللغة العربية وعلومها كما يُزْعَمُ .

 

والحاصل: أن هذه العلوم - علوم اللغة العربية - أخذت استقلالها الذاتي في مناهجنا التعليمية علما علما، ضدا على المقاصد والغايات التي وضعت لأجلها؛ واستحالت جزرا منعزلة، بعضها منقطع عن بعض، فصارت ضوابط جافة لا تغذي الوجدان ولا رهف الإحساس، ولا تبعث على التذوق، يتعلمها المتعلم دون أن يعلم لم يتعلمها؟

وبعبارة: فأنت واجد نفسك فيها أمام: علم لغة بلا لغة، وأمام نحو بلا معاني نحو، وأمام بلاغة بلا أسرار بلاغة، وأمام عروض بلا حس موسيقي ولا أذن تطرب: اختلالات ثلاثة في علوم ثلاثة. فهل هو الإفلاس؟

وانطلاقا من هذا الذي ذكر: من تشخيص للمشكلة، وسرير للدواعي المسؤغة لاختيارها، فإن فريق "علوم الخطاب ومناهج تدریس اللغات والآداب" بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بإنزكان، يسعد بأن يضع أمام أنظاركم السديدة موضوع: " نحو تحول من "تعلم علوم اللغة " إلى "اكتساب اللغة""، ليكون محل مباحثة ومدارسة جادتين، عاقدا عليكم الرجاء في الخلوص منهما إلى حلول نظرية وعملية لهذه المشكلة؛ قابلة للتجريب والتنزيل، وما ذلكم عليكم بعزیز .

والله المستعان.

أهداف المشرع:

·        تعزيز مكانة اللغة العربية باعتبارها إحدى اللغات الرسمية الوطنية.

·        الرقي بمنهاج اللغة العربية، وجعله قادرا على تلبية حاجات المرحلة الراهنة.

·        خلق الوعي لدى كافة الفاعلين التربويين بالاختلالات التي تشوب درس "علوم اللغة العربية" في منظومتنا التربوية .

·        تشخیص وضع "علوم اللغة العربية" في منظومتنا التربوية، والكشف عما يشوبه من
اختلالات.

·        اقتراح حلول نظرية وعملية تمكن من استعادة "علوم اللغة العربية" مكانتها ووظيفتها في الفهم والإفهام، والتواصل والإبداع.

·        تمكين مدرسي "علوم اللغة العربية" من أدوات واستراتيجيات عمل جديدة بديلة.

·        تقاسم التجارب وتبادل الخبرات ين أعضاء الفريق.

المحاور الكبرى للمشروع:

1)    تعلم "علوم اللغة العربية": مداخل نظرية وفلسفية.

2)     واقع تعلم "علوم اللغة العربية وتعليمها في المنظومة التربوية المغربية.

3)    منظورات لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها.

المحور الأول/ الندوة الأولى:

تعلم "علوم اللغة العربية": مداخل نظرية وفلسفية.

المباحث المقترحة:

1.    حد "علوم اللغة العربية."

2.    المبادئ العشرة ل"علوم اللغة العربية": النحو والصرف والبلاغة والعروض.

3.    الأهداف المبتغاة من تعلم "علوم اللغة العربية" .
أ. عند اللغويين القدماء.
ب. عند اللغويين المحدثين.
ج. في التوجيهات الرسمية والدراسات الموازية لها.

4.    "تعلم اللغة" و"اكتساب اللغة"

5.     "المدرسي" و "التخصصي" من "علوم اللغة العربية".

6.    "تعلم اللغة" و "تعلم علوم اللغة"؛ أية علاقة؟

7.     تعلم "علوم اللغة بين "الآلية" و "الغائية".

8.    حاجات المتعلم من علوم اللغة العربية: متى؟ وما ذا؟ وكيف؟

ضوابط المشاركة وترتيبات العمل:

علميا:

·        ارتباط الأبحاث بأحد محاور الورقة المذكورة.

·        التقيد بضوابط البحث العلمي المتعارفة أكاديميا.

·        ألا يكون البحث قد تشر قبل، أو قدم إلى جهة أخرى للنشر .

·        ألا يكون موضوع مشاركة في ندوة علمية سابقة أو لاحقة.

فنيا:

·       اعتماد خط traditionnel arabic حجم 16 في المتن و14 في الهامش بالنسبة للغة العربية ؛ وخط Times NewRoman بالنسبة إلى اللغات الأجنبية.

·       إدراج الهوامش إدراجا آليا، مع استقلال كل صفحة بأرقام متسلسلة خاصة بها، والاكتفاء بإثبات عنوان الكتاب ورقم الصفحة.

·       تذييل البحث بقائمة مرتبة تتضمن البيانات الكاملة للمصادر والمراجع المعتمدة، وفق الترتيب التالي : اسم المؤلف، عنوان الكتاب، دار النشر، مكان النشر، رقم الطبعة، تاريخ الطبعة.

مواعيد مهمة:

التعبير عن الرغبة في المشاركة وتحديد موضوعها قبل: 05 أبريل 2022م

إرسال ملخص المشاركة قبل:15 أبريل 2022م

إرسال البحث في صيغة صالحة للتقديم والمناقشة في الندوة قبل : 15 يونيو 2022م

انعقاد الندوة يوم: الجمعة 1 يوليوز 2022م.

طبع أعمال الندوة: سيطبع الفريق أعمال الندوة بعد مراجعة أصحابها لها في ضوء ملاحظات وتصويبات اللجنة العلمية.

 اللجنة العلمية للندوة:

 دة. أمينة باسو، د. محمد بازي، د. محمد أمنو، د.عبد العاطي الزياني، د. إبراهيم أسيکار، د. محمد أبیدار، د. الحسين زهيدي، د. علي اليوسفي، د. الطيب البوهالي، د. حسن عماري، د. رشید کناني، د.هیشام بن زروال، د. محمد تنفو، د. المختار نواري، د. عبد الجليل شوقي، د. عمر بن عمي، د. يوسف البورقادي، د. رشيد أخساي، د. أحمد أتزكي، د. رشید دادا، د. عبد العزيز شمار، د. المدني بورحیس، دة. خديجة وهابي، د. إبراهيم طير، دة. أسماء فائق، دة. أسما كريم، د. الحسين خليفة، د. أحمد العياشي، د. جامع هرباط.

 اللجنة التنظيمية:

ذ. عبد العزيز أخساي، ذ. محمد صوضان، د. سعيد ساوري.

 منسق اللجنة التنظيمية:

ذ. عبد الحق الحمداوي.

منسق أعمال الندوة:

 د. الحسن الوثيق.

للتواصل والمراسلة:

منسق أعمال الندوة:

 42 1253 70 06

 albormdani@gmail.com

0 comments :

إرسال تعليق