| اللهجة واللغة العربية |





        في الآونة الآخيرة وبعد جمود فكري عاشه البعض، نهض توجه جديد لم يعرف له منبع ولا أساس سليم، بل جاء فجأة حين كان أحد هؤلاء يغفوا كعادته ويفكر بغباء بالغ الأهمية جعله يتجسر على أسمى اللغات التي شهدها العالم ككل، والتي اعترف الغرب بمتانتها ومكانتها السامية بين اللغات.
فليس المدح أو الذم هو الذي يجعل من اللغة سامية أو منحطة، بل الأمر يتجاوز هذا إلى ما أبعد من الوصف والمدح، حيث للغة قواعد تحكمها وتضبطها من عدة أوجه... فلو أخذنا مثلا جملة بسيطة لوجدناها نتيجة لعدة قواعد نحوية وصرفية و تركيبية... وليست فقط تركيبا اعتباطيا نابع من الأهواء والابتدال.

كيف نتكلم عن اللهجة المغربية (الدارجة) كلغة يمكن استعمالها في التدريس والتعليم ؟ ألا يعلم هذا وذاك بأن التعليم هو تعليم للقواعد فأي قواعد لهذه الدارجة ؟ فبالرغم من حديثنا اليومي بها إلا  أنها تشكل تنازلا فقط لا أكثر لواقع أمي ولتطور جعل الناس تنأى عما عهدته، وذلك بسبب الاستعمارات ودخول اللغات الأخرى التي كانت سببا رئيسا في هذا التغيير السلبي الذي نشهده اليوم....
وهذا لا يعني أن نعلم أبناءنا اللهجة الممغربية بدل اللغة العربية الفصحى ؟



عجيب أمر هؤلاء، يفكرون في أمور بلهاء بدل التفكير في الطرق الناجعة للرقي بمستوى التعليم في المغرب. ففي الوقت الذي يتوافد الأجانب على اللغة اللعربية طلبا في تعلمها، نجد بعضنا يتحدث عن ضرورة تغييرها باللهجة المغربية، جاهلين -ربما- حتى أدنى فضائلها وامتيازاتها...

صدق الشاعر حـافـظ إبـراهـيـم حين قال :


رَمَوني   بِعُقمٍ   في   الشَبابِ   وَلَيتَني
         عَقِمتُ   فَلَم   أَجزَع   لِقَولِ  عُداتي
وَلَدتُ   وَلَمّا   لَم   أَجِد   لِعَرائِسي
         رِجالاً     وَأَكفاءً     وَأَدْتُ     بَناتي
وَسِعْتُ   كِتابَ   اللَهِ   لَفظاً  وَغايَةً
         وَما   ضِقْتُ   عَن  آيٍ  بِهِ  وَعِظاتِ
فَكَيفَ  أَضيقُ  اليَومَ  عَن وَصفِ آلَةٍ
         وَتَنسيقِ       أَسْماءٍ       لِمُختَرَعاتِ
أَنا   البَحرُ  في  أَحشائِهِ  الدُرُّ  كامِنٌ
         فَهَل   سَأَلوا   الغَوّاصَ  عَن  صَدَفاتي

(وجهة نظر) | يـتـابع |  التفاصيل في مقال قادم بإذن الله.

2 comments :

اللغة العربية لم تكن لها قواعد في الجاهلية

ولكن أصبح لها قواعد وأسس بعد ذلك بفضل اجتهاد اللغويين والبلاغيين و... وذلك ليس بين ليلة وضحاها بل بعد مئات السنين أو أكثر حتى أصبحت على ماهي عليه الآن.

إرسال تعليق