تــمــهــيـد:
لم تنشأ نظرية التلقي من فراغ، وإنما استمدت أصولها النظرية من الفلسفة الظاهراتية، وأصبح المنظور الذاتي هوالمنطلق في التحديد الموضوعي، ولا سبيل إلى الإدراك والتصور الموضوعي خارج نطاق الذات المدركة، ولا وجود للظاهرة خارج الذات المدركة لها.
فهي تسعى في مجمل أهدافها إلى إشراك واسع وفعلي للمتلقي بغية تطوير ذوقه الجمالي من خلال التواصل الحثيث مع النصوص الفنية، حيث أن حضوره أضحى نافذا منذ وضع اللبنات الأولى لكتابة الرواية، فانتقل من دور المستهلك إلى مرتبة الشريك المحاور الذي يملأ الفراغات بل يلزم الكاتب بتركها، كما استطاع أن يرغم الكاتب يوما بعد يوم على إسقاط الأقنعة اللغوية والبلاغية التي طالما تدثر بها. ويمكن استشفاف ذلك من خلال مجموعة من مجموعة النقط والقضايا التي سأتطرق إليها في هذا العرض؟
تقديم المتلقي وتـجلياته:
مفهوم المتلقي (القارئ):
يطرح هذا المفهوم عدة صعوبات، إذ تتضارب حول الآراء، فإيزر يتحدث عن القارئ الضمني وأمبرتوإيكويتحدث عن القارئ النموذجي، وهناك...