| الحاجة إلى الفلسفة هي الكفاح من أجل الحرية و تحقيق السعادة |


الحاجة إلى الفلسفة هي الكفاح من أجل الحرية و تحقيق السعادة
محمد وقيدي : الفيلسوف لا يكون إلا إذا كان حرا، و نحن في حاجة لها لتعلمنا الحرية





يــوســف لــعــجـان

        شهدت قاعة إدريس بنعلي زوال يوم الأحد 7 أبريل في آخر أيام المعرض الدولي للنشر و الكتاب بمدينة الدار البيضاء، ندوة تحت عنوان " في الحاجة إلى الفلسفة " منظمة من طرف وزارة الثقافة، باعتبار أن الدرس الفلسفي لم يكن يوما مجرد فعل تأملي للكون و لقضاياه الكبرى، و إنما مختبرا لصناعة الأفكار و معالجة الإشكالات التي تربك حسابات البشر و تؤرق حياتهم.
        تطرق محمد نور الدين أفاية في بداية مشاركته خلال الندوة إلى طرح مجموعة من الأسئلة، مؤكدا من خلالها أن الجواب على هذه الأسئلة كثيف و إشكالي لكن بموجز فالفلسفة يبقى لها الدور الفعال... فهي تساهم بطريقتها الخاصة في شحذ الحس النقدي و تكوين مواطنين أحرار، و ذلك بتنمية الفكر الآخر و تكوين أناس إزاء هذه الضوضاء التي تمنع التفكير.
        وأضاف قائلا، بأنه لا يمكن القول بأن الفلسفة مجال للسؤال فقط بل مجال لإمكانية التفكير، فمعنى التفلسف في حاضرنا بالمعنى الكلاسيكي الديكارتي هو تفلسف بالاعتماد على ذواتنا دون الاستعانة بالآخر، فهو عمل و جهد لا يحصل إلا من خلال قرارات و معاناة حقيقية.
        واستطرد أفاية في معنى التفلسف مؤكدا بأن معناه هو تفكر فيما نريد و لماذا نعيش، من خلال شروط و هي التساؤل و استعمال و إبداع مفاهيم ثم تقديم أكبر نسبة من العقلانية و الحجج، فالمهم من التفلسف هو أن يحي المرء و يملك الحياة، لأن الحاجة من الفلسفة أولا و أخيرا هي نقد الوجود و الكفاح من أجل نوال الحكمة و السعادة.
          في ذات السياق اختار محمد وقيدي في مشاركته، أن يبتدئ من الضد أي ما الداعي إلى الفلسفة؟ مستعرضا سلسلة من المحطات التي مرت منها الفلسفة في المغرب و خاصة سنة 1980 حين صدر عن وزارة التربية الوطنية و التكوين العالي قرارا بالحد و إيقاف التسجيل في شعبة الفلسفة... و هو قرار غير موضوعي منع الفلسفة لأنها فكر يتأسس على الحرية حسب تعبيره.
فالفلسفة، انبثقت عن الحرية و هي فكر موجود منذ كان المجتمع يتبنى التفكير، فنحن في حاجة لها لتعلمنا الحرية. فالفيلسوف لا يكون إلا إذا كان حرا، فقد يشترك مع أفكار الآخرين لكن المهم أنها تعبير عن الفكرة بحرية.
       و قد اكتفى عزيز الحدادي بطرح أسئلة كثيرة اختتمها بقولة لأرسطو " ينبغي على العقلاء أن يتفلسفوا ليتمتعوا بالأفراح الحقيقية و السعادة التي ستوقظها الفلسفة "، فالفلسفة ليست لتبسيط الأشياء و لكن الحاجة في الفلسفة هي لصيقة بوجود الإنسان، فهي نعمة لأولئك الذين يحبون الحكمة و من صفاتهم " النزاهة و محبة الحقيقة و العدالة و الاعتدال و الشجاعة " و من فقدها عاش وحيدا بعيدا عنها.
       و اقتصرت مداخلة عادل حدجامي، على سرد جملة من التصورات التي تنظر من جهة إلى الفلسفة باعتبارها مشروعا حداثيا أي أن تصير الفلسفة عقيدة للفلسفة و حينها يصير الفيلسوف مركزيا بالنسبة للدولة، و من جهة أخرى الفلسفة فن الحياة حيث لا يصير للفيلسوف أي دور أي مسؤولا عن ذاته و قد يكون غير فاعل مجتمعيا.
       و قد اتجه إبراهيم بورشاشن في مشاركته، إلى اعتبار الحاجة اليوم هي الحاجة إلى فلسفة إسلامية مؤكدا ذلك من خلال أسماء فلسفية بارزة من بينها " ابن رشد " و الدور الذي لعبه في وضع أسس الفلسفة الإسلامية... فقسم الحاجة الفلسفية إلى قسمين : الأولى هي حاجة تعليمية بحيث ستكون عنصرا مميزا لصنع ملكة فلسفية في طلبتنا، و الثانية هي حاجة إلى الذات، فمعرفة الذات لا تحصل إلا من خلال الآخر لأن الآخر شرط الوجود لنا.

2 comments :

الحاجة اليوم إلى الفلسفة بعامة وليس فقط إلى الفلسفة الاسلامية لكن يجب اعتبار الفلسفة الاسلامية جزءا من تاريخ الفلسفة ولذا يجب إيلاءها ما تستحق من عناية واعتبار

هذا هو ما قصدت

الاهتمام بمكتسباب العقل الفلسفي المعاصر وإعادة الاعتبار لتاريخه الكبير ... والفلسفة الاسلامية والعلم العربي جزء من هذا التاريخ الكبير

نعم صدق العنوان " الحاجة إلى الفلسفة هي الكفاح من أجل الحرية و تحقيق السعادة "

إرسال تعليق